48'. אילוסטרציה.
Below are share buttons

أنا أحمد

عدد 04,

נכתב בתגובה לשירו של עמיר בניון

اسمي على الأرض أحمد واسمي في السّماء أحمد. وأحبّ الصّباح والأزهار والنّدى والعصافير ورائحة الأرض وأنين الشّبّابة والخبز البلديّ وماء النّبع.

أنا أحمد الذي يحبّ الجرمق والكرمل والرّوحة والبطّوف والمرج، ويعشق يافا وحيفا وعكّا واللد والرّملة والنّاصرة وطبريا وصفد، ويشمّ أنفاس أهله في زقاقاتها وبين مداميك بيوتها العتيقة.

أنا أحمد ذو القلب الكبير الذي يحبّ النًاس، كلّ النّاس، سمرا وسودا وبيضا وصفرا، ولا يكره يهوديّا أو انجليزيّا أو فرنسيّا أو تركيّا، ولكنّه يكره الظّالمين والمستبدّين والكذبة والغزاة والقوّداين والقتلة.

أنا أحمد شوكة الصّبّار في حلوق العنصريّين وفي حلق ذلك الفاشيّ القزم الأحمق، لا شوكة القندول في قفاه كما توهّم.

أنا أحمد ذو الجذور الرّاسخة الممتدّة المتشعّبة المتجذّرة في الأرض، ما جئت إلى وطني على ظهر باخرةٍ ولا على جناحيّ طائرة. أنا سنديانة الجليل وزيتونة الشّاغور ولوزة وادي عارة ونخلة النّقب وصبّار القرى المهجّرة.

أنا أحمد الباقي هنا على صدوركم مثل صخور حطّين والقفزة ورأس الكرمل ورأس النّاقورة وسور عكّا.

أنا أحمد الذي سرق النّوم من عيون الذين كرهوا رؤيته ووجوده منذ بيجي حتّى بيبي وبقي في وطنه وعلى ترابه وتزوّج وأنجب البنين والبنات والأحفاد والأسباط وخمسة في عين الحسود.

أنا أحمد الذي أطعمكم الحمّص والفلافل وبنى قراكم وبيوتكم على أرض أجداده وحرمتموه من شقّة يعيش فيها، ويتزوّج وينجب فيها، ويسقيكم القهوة العربيّة فيها، ويقول لكم: صباح الخير يا جار. ولو..استحوا !

أنا أحمد الطّبيب الماهر الذي يعالجكم في العيادات والمستشفيات، أنا الصّيدلانيّ الذي يقدّم لكم الدّواء، أنا ملاك الرّحمة الذي لا يميّز بين لون ولون وبين جنس وجنس وبين لسان ولسان.

أنا أحمد الإنسان الدّرويش الذي يناضل منذ سبعة عقود ليكون مواطنا مثل الآخر ولم ييأس على الرّغم من قوانين برلمانكم، وأصابع نوّابكم، وما زال يصرخ في وجوهكم: شرّعوا القوانين قانونا في قفا قانون، وارفعوا أصابعكم حتّى لو بلغ عددها العشرين بعد المائة، كي تتأكّدوا من جديد بأنّني لستُ ضيفا في هذا الوطن بل أنا منه وعليه وفيه، وهو فيّ أيضا.

أنا أحمد الذي أعطيتموه فتات الدّيمقراطيّة واستكثرتموه عليه فَقَوْنَنْتُمْ بأنّ هذه الدّولة ديمقراطيّة لليهود، يهوديّة لأبناء إسماعيل فردّ: يا جبل ما يهزّك ريح!

أنا أحمد الذي لن يجوع ما دام في الأرض وعليها زعتر وعلت وخبّيزة وعكّوب وشومر ولن يحني ظهره ولن يركع إلا لله تعالى.

جاء الفرنجة وانصرفوا وأنا أحمد بقيتُ هنا.

جاء الأتراك وانقلعوا وأنا أحمد بقيتُ هنا.

جاء الانجليز وولوا الأدبار وأنا أحمد بقيتُ هنا.

ألا تتعلّمون من التّاريخ؟ أما آن الوقت لتفكّروا كيف نعيش معا باحترام.

راجعوا حساباتكم.

أنا ملح الأرض ورائحتها.

أنا أحمد.

___________________________________________

  • نشر هذا المقال للكاتب محمد علي طه في جريدة الاتحاد وفي موقع الجبهة بتاريخ 30.11.2014

נכתב בתגובה לשירו של עמיר בניון

اسمي على الأرض أحمد واسمي في السّماء أحمد. وأحبّ الصّباح والأزهار والنّدى والعصافير ورائحة الأرض وأنين الشّبّابة والخبز البلديّ وماء النّبع.

أنا أحمد الذي يحبّ الجرمق والكرمل والرّوحة والبطّوف والمرج، ويعشق يافا وحيفا وعكّا واللد والرّملة والنّاصرة وطبريا وصفد، ويشمّ أنفاس أهله في زقاقاتها وبين مداميك بيوتها العتيقة.

أنا أحمد ذو القلب الكبير الذي يحبّ النًاس، كلّ النّاس، سمرا وسودا وبيضا وصفرا، ولا يكره يهوديّا أو انجليزيّا أو فرنسيّا أو تركيّا، ولكنّه يكره الظّالمين والمستبدّين والكذبة والغزاة والقوّداين والقتلة.

أنا أحمد شوكة الصّبّار في حلوق العنصريّين وفي حلق ذلك الفاشيّ القزم الأحمق، لا شوكة القندول في قفاه كما توهّم.

أنا أحمد ذو الجذور الرّاسخة الممتدّة المتشعّبة المتجذّرة في الأرض، ما جئت إلى وطني على ظهر باخرةٍ ولا على جناحيّ طائرة. أنا سنديانة الجليل وزيتونة الشّاغور ولوزة وادي عارة ونخلة النّقب وصبّار القرى المهجّرة.

أنا أحمد الباقي هنا على صدوركم مثل صخور حطّين والقفزة ورأس الكرمل ورأس النّاقورة وسور عكّا.

أنا أحمد الذي سرق النّوم من عيون الذين كرهوا رؤيته ووجوده منذ بيجي حتّى بيبي وبقي في وطنه وعلى ترابه وتزوّج وأنجب البنين والبنات والأحفاد والأسباط وخمسة في عين الحسود.

أنا أحمد الذي أطعمكم الحمّص والفلافل وبنى قراكم وبيوتكم على أرض أجداده وحرمتموه من شقّة يعيش فيها، ويتزوّج وينجب فيها، ويسقيكم القهوة العربيّة فيها، ويقول لكم: صباح الخير يا جار. ولو..استحوا !

أنا أحمد الطّبيب الماهر الذي يعالجكم في العيادات والمستشفيات، أنا الصّيدلانيّ الذي يقدّم لكم الدّواء، أنا ملاك الرّحمة الذي لا يميّز بين لون ولون وبين جنس وجنس وبين لسان ولسان.

أنا أحمد الإنسان الدّرويش الذي يناضل منذ سبعة عقود ليكون مواطنا مثل الآخر ولم ييأس على الرّغم من قوانين برلمانكم، وأصابع نوّابكم، وما زال يصرخ في وجوهكم: شرّعوا القوانين قانونا في قفا قانون، وارفعوا أصابعكم حتّى لو بلغ عددها العشرين بعد المائة، كي تتأكّدوا من جديد بأنّني لستُ ضيفا في هذا الوطن بل أنا منه وعليه وفيه، وهو فيّ أيضا.

أنا أحمد الذي أعطيتموه فتات الدّيمقراطيّة واستكثرتموه عليه فَقَوْنَنْتُمْ بأنّ هذه الدّولة ديمقراطيّة لليهود، يهوديّة لأبناء إسماعيل فردّ: يا جبل ما يهزّك ريح!

أنا أحمد الذي لن يجوع ما دام في الأرض وعليها زعتر وعلت وخبّيزة وعكّوب وشومر ولن يحني ظهره ولن يركع إلا لله تعالى.

جاء الفرنجة وانصرفوا وأنا أحمد بقيتُ هنا.

جاء الأتراك وانقلعوا وأنا أحمد بقيتُ هنا.

جاء الانجليز وولوا الأدبار وأنا أحمد بقيتُ هنا.

ألا تتعلّمون من التّاريخ؟ أما آن الوقت لتفكّروا كيف نعيش معا باحترام.

راجعوا حساباتكم.

أنا ملح الأرض ورائحتها.

أنا أحمد.

___________________________________________

  • نشر هذا المقال للكاتب محمد علي طه في جريدة الاتحاد وفي موقع الجبهة بتاريخ 30.11.2014
Below are share buttons

גליונות אחרונים

לכל הגליונות