ח"כ עיסאוי פריג' (מרצ).
Below are share buttons

مقابلة مع النائب عيساوي فريج من ميرتس

عدد 01,

صرّح النائب الجديد عيساوي فريج أنه “يتعيّن العمل باتجاه فرض تحوّل في الوعي”. وأردف: “إننا إسرائيليون بكل ما تحمله الكلمة من معنى. يجب على المجتمع الإسرائيلي أن يستوعب السكان العرب بوصفهم شركاء كاملين فيها، وليس هنالك أي خيار آخر. إن مساهمتنا للمجتمع والشعور كجزء منه إنما هما مصلحة الأغلبية لا الأقلية فقط”.

كيف يمكن الوصول إلى مثل هذا التحوّل، إذ يحاول العديد من الأشخاص والمنظمات فعل ذلك منذ سنوات ولم تنجح دومًا بذلك؟

“لا يمكننا التهرّب من الوضع الراهن القائم في ظلّ الصراع بين الشعبين. إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية يؤثّر سلبًا على التوتّر بين المجتمعين داخل إسرائيل. مَن قال في حينه إن الاحتلال مفسد فقد كان مصيبًا جدًا بقوله هذا. حين نشعر بالقوة والسطوة فإن ذلك يؤثّر على تفكيرنا إذ يتحوّلان إلى جزء من نمط الحياة الروتيني، وهذا هو الحال في داخل إسرائيل. سوف انتهز كل فرصة وكل أداة برلمانية وعامة تتاح لي لتوضيح ذلك”.

يعبّر النائب فريج عن ضيقه الشديد من القول “الأرعن وغير المسئول” الذي بدر عن النائب يئير لبيد مفاده أنه لن يجلس في حكومة مع “زعبيات/وزعبيون”، علمًا أنه قد تراجع عن هذا القول وقدّم اعتذاره بشأنه. ولكن، وفق النائب فريج، عليه أن يجتهد كثيرًا جدًا ليتسنّى له تصويب الانطباع السيئ الذي تركه بين المواطنين العرب. يأمل النائب فريج أنه حين يقف لبيد على رأس وزارة المالية سيكتشف حقيقة نعرفها نحن منذ أكثر من أربعين سنة وهي أن الأموال تذهب إلى البؤر الاستيطانية والمستوطنات والشوارع الالتفافية والأوهام الأمنية في الأراضي المحتلة. وحين يكتشف ذلك سوف يمثل أمام اختبار حقيقي – هل سيتمكّن من إعادة توجيه الأموال إلى الأهداف الحقيقية لصالح جميع السكان في إسرائيل أم لا”.

عمل النائب فريج كمدقّق حسابات مؤهّل ويقيم في كفر قاسم وهو أب لست بنات وابن وحيد. أما زوجته نهاية، فتحمل شهادة الماجستير في التربية واللغة العربية، وتعلّم في المرحلة الإعدادية، و”هي السبب الذي أوصلني إلى ما أنا عليه الآن”. يعتبر فريج أحد النائبين العربيين الوحيدين في أحزاب يهودية “هذا ما تشير إليه الإحصائيات فعلاً”، وأضاف، “ولكن في حالتي الشخصية فإن الحديث يدور حول نمط حياة، إذ إنني منذ 27 سنة في هذا الحزب، منذ كنت أحد أعضاء قائمة راتس الطلابية في الجامعة العبرية. فقد انكشفت على حقوق المواطن وحقوق الإنسان في مدرسة شولميت ألوني، إذ ترعرعت منذ مرحلة مبكرة على ثقافة هذه الحقوق. إنني أمثّل جمهورًا واسعًا، ليس الجمهور العربي فحسب، بل كل مَن يؤمن بهذه القيم. إنني أرى بنفسي ممثلاً لليسار في الكنيست وللشراكة اليهودية العربية. من منظوري، فإن غالبية المواطنين العرب يجب أن ينظموا إلى صفوف اليسار الإسرائيلي لأنهم جزء من الطبقات المستضعفة”.

إننا نتحدث اليوم ولا زال التحالف الحكومي قيد النقاش، والجدل حول مَن يكون وزير التربية والتعليم يعرقل إقامة الحكومة. لا يترك هذا النقاش والجدل انطباعًا لدى النائب فريج: “لا أعبأ مَن سيقف على رأس الوزارة”، وأردف، “إذ الأمر الجوهري لدي هو توفير تربية وتعليم بالمستوى المطلوب”.

ماذا سيكون دوركم كمعارضة في الدورة الحالية للكنيست؟ كيف ستتعاملون مع الأحزاب العربية والأحزاب الأخرى التي تشغل مقاعد المعارضة؟

“سوف نكون الضمير والساعة المنبّهة، ولن نفرش الورود أمام الحكومة. بل سوف نطلق أصواتنا عاليًا ونتظاهر على كل غبن، ونعترض على كل فعل لا يتماشى مع اعتقاداتنا. بنظري فإن كل نائب يؤمن بالطريق التي أمثّلها هو شريك بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لا أكترث لأي حزب ينتمي. بطبيعة الحال، فإن هناك العديد من القواسم المشتركة مع النوّاب العرب الآخرين وآمل أن نعمل سوية كمعارضة محاربة”.

وما هو الموضوع المركزي الذي نصبته أمام ناظريك لمعالجته في الدورة الحالية للكنيست؟

“العنصرية”، يجيب من دون تردّد. “فقد سبق أن طرحت في الأسبوع الأول من الدورة الحالية مشروع قانون أمام الكنيست حول تعليم موضوع العنصرية في المدارس – ساعة أسبوعيًا. إنه الموضوع الرئيس الذي سأحمله على كاهلي”. وجاء في مشروع القانون هذا ما يلي:

“إن العنصرية تهدّد كل مواطن إسرائيلي، بمعزل عن انتمائه الديني والنوع الاجتماعي وخلفيته الإثنية. لقد تحوّلت شوارع إسرائيل إلى مكان مخيف وخطر. إن صمت الحكومة يعني انصياعها لهذه العنصرية. بفعل كثرة الحديث حول المساواة بالأعباء فقد غابت عنّا ولادة مسخ أمام ناظرينا […]، إذ تتوسّع دائرة آفة العنصرية في المجتمع الإسرائيلي بجميع فئاته وتتجلّى في تصاعد أعمال العنف القاسية على خلفيات إثنية وقومية ودينية. إنها ظاهرة تهدّد المجتمع الإسرائيلي، وكل حادثة كهذه تشجّع الشروع بحوادث إضافية”.

ويضيف النائب فريج: “إنني لا أتحدّث بالطبع عن مظاهر العنصرية ضدّ السكان العرب فحسب”، يؤكّد النائب فريج، ويضيف، “بل ضدّ العمّال الأجانب، والأثيوبيّين، والنساء، وكل مَن ينظر إليه بوصفه ‘آخر’ كذلك. تعتبر العنصرية عثرة أمام تقدّم المجتمع، إذ لا يمكن تحقيق التقدّم في جوّ مشبع بالعنصرية. إنني أسعى إلى بذل جهود كبيرة في محاربة هذه الظاهرة”.

بصفته نائبًا جديدًا، يدرك النائب فريج أن لديه العديد من الأمور التي عليه أن يتعلّمها ولا زال يبحث عن طريقه في دهاليز الكنيست. إلا أن التحديات كبيرة والمهام عظيمة. إن اللهفة البادية في صوته وكلامه وتجربته المديدة في العمل الجماهيري تؤكّد بأنه سيكون نائبًا نشطًا ولن يهدأ له بال.

أجرت المقابلة: سارة أوساتسكي لزار

صرّح النائب الجديد عيساوي فريج أنه “يتعيّن العمل باتجاه فرض تحوّل في الوعي”. وأردف: “إننا إسرائيليون بكل ما تحمله الكلمة من معنى. يجب على المجتمع الإسرائيلي أن يستوعب السكان العرب بوصفهم شركاء كاملين فيها، وليس هنالك أي خيار آخر. إن مساهمتنا للمجتمع والشعور كجزء منه إنما هما مصلحة الأغلبية لا الأقلية فقط”.

كيف يمكن الوصول إلى مثل هذا التحوّل، إذ يحاول العديد من الأشخاص والمنظمات فعل ذلك منذ سنوات ولم تنجح دومًا بذلك؟

“لا يمكننا التهرّب من الوضع الراهن القائم في ظلّ الصراع بين الشعبين. إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية يؤثّر سلبًا على التوتّر بين المجتمعين داخل إسرائيل. مَن قال في حينه إن الاحتلال مفسد فقد كان مصيبًا جدًا بقوله هذا. حين نشعر بالقوة والسطوة فإن ذلك يؤثّر على تفكيرنا إذ يتحوّلان إلى جزء من نمط الحياة الروتيني، وهذا هو الحال في داخل إسرائيل. سوف انتهز كل فرصة وكل أداة برلمانية وعامة تتاح لي لتوضيح ذلك”.

يعبّر النائب فريج عن ضيقه الشديد من القول “الأرعن وغير المسئول” الذي بدر عن النائب يئير لبيد مفاده أنه لن يجلس في حكومة مع “زعبيات/وزعبيون”، علمًا أنه قد تراجع عن هذا القول وقدّم اعتذاره بشأنه. ولكن، وفق النائب فريج، عليه أن يجتهد كثيرًا جدًا ليتسنّى له تصويب الانطباع السيئ الذي تركه بين المواطنين العرب. يأمل النائب فريج أنه حين يقف لبيد على رأس وزارة المالية سيكتشف حقيقة نعرفها نحن منذ أكثر من أربعين سنة وهي أن الأموال تذهب إلى البؤر الاستيطانية والمستوطنات والشوارع الالتفافية والأوهام الأمنية في الأراضي المحتلة. وحين يكتشف ذلك سوف يمثل أمام اختبار حقيقي – هل سيتمكّن من إعادة توجيه الأموال إلى الأهداف الحقيقية لصالح جميع السكان في إسرائيل أم لا”.

عمل النائب فريج كمدقّق حسابات مؤهّل ويقيم في كفر قاسم وهو أب لست بنات وابن وحيد. أما زوجته نهاية، فتحمل شهادة الماجستير في التربية واللغة العربية، وتعلّم في المرحلة الإعدادية، و”هي السبب الذي أوصلني إلى ما أنا عليه الآن”. يعتبر فريج أحد النائبين العربيين الوحيدين في أحزاب يهودية “هذا ما تشير إليه الإحصائيات فعلاً”، وأضاف، “ولكن في حالتي الشخصية فإن الحديث يدور حول نمط حياة، إذ إنني منذ 27 سنة في هذا الحزب، منذ كنت أحد أعضاء قائمة راتس الطلابية في الجامعة العبرية. فقد انكشفت على حقوق المواطن وحقوق الإنسان في مدرسة شولميت ألوني، إذ ترعرعت منذ مرحلة مبكرة على ثقافة هذه الحقوق. إنني أمثّل جمهورًا واسعًا، ليس الجمهور العربي فحسب، بل كل مَن يؤمن بهذه القيم. إنني أرى بنفسي ممثلاً لليسار في الكنيست وللشراكة اليهودية العربية. من منظوري، فإن غالبية المواطنين العرب يجب أن ينظموا إلى صفوف اليسار الإسرائيلي لأنهم جزء من الطبقات المستضعفة”.

إننا نتحدث اليوم ولا زال التحالف الحكومي قيد النقاش، والجدل حول مَن يكون وزير التربية والتعليم يعرقل إقامة الحكومة. لا يترك هذا النقاش والجدل انطباعًا لدى النائب فريج: “لا أعبأ مَن سيقف على رأس الوزارة”، وأردف، “إذ الأمر الجوهري لدي هو توفير تربية وتعليم بالمستوى المطلوب”.

ماذا سيكون دوركم كمعارضة في الدورة الحالية للكنيست؟ كيف ستتعاملون مع الأحزاب العربية والأحزاب الأخرى التي تشغل مقاعد المعارضة؟

“سوف نكون الضمير والساعة المنبّهة، ولن نفرش الورود أمام الحكومة. بل سوف نطلق أصواتنا عاليًا ونتظاهر على كل غبن، ونعترض على كل فعل لا يتماشى مع اعتقاداتنا. بنظري فإن كل نائب يؤمن بالطريق التي أمثّلها هو شريك بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لا أكترث لأي حزب ينتمي. بطبيعة الحال، فإن هناك العديد من القواسم المشتركة مع النوّاب العرب الآخرين وآمل أن نعمل سوية كمعارضة محاربة”.

وما هو الموضوع المركزي الذي نصبته أمام ناظريك لمعالجته في الدورة الحالية للكنيست؟

“العنصرية”، يجيب من دون تردّد. “فقد سبق أن طرحت في الأسبوع الأول من الدورة الحالية مشروع قانون أمام الكنيست حول تعليم موضوع العنصرية في المدارس – ساعة أسبوعيًا. إنه الموضوع الرئيس الذي سأحمله على كاهلي”. وجاء في مشروع القانون هذا ما يلي:

“إن العنصرية تهدّد كل مواطن إسرائيلي، بمعزل عن انتمائه الديني والنوع الاجتماعي وخلفيته الإثنية. لقد تحوّلت شوارع إسرائيل إلى مكان مخيف وخطر. إن صمت الحكومة يعني انصياعها لهذه العنصرية. بفعل كثرة الحديث حول المساواة بالأعباء فقد غابت عنّا ولادة مسخ أمام ناظرينا […]، إذ تتوسّع دائرة آفة العنصرية في المجتمع الإسرائيلي بجميع فئاته وتتجلّى في تصاعد أعمال العنف القاسية على خلفيات إثنية وقومية ودينية. إنها ظاهرة تهدّد المجتمع الإسرائيلي، وكل حادثة كهذه تشجّع الشروع بحوادث إضافية”.

ويضيف النائب فريج: “إنني لا أتحدّث بالطبع عن مظاهر العنصرية ضدّ السكان العرب فحسب”، يؤكّد النائب فريج، ويضيف، “بل ضدّ العمّال الأجانب، والأثيوبيّين، والنساء، وكل مَن ينظر إليه بوصفه ‘آخر’ كذلك. تعتبر العنصرية عثرة أمام تقدّم المجتمع، إذ لا يمكن تحقيق التقدّم في جوّ مشبع بالعنصرية. إنني أسعى إلى بذل جهود كبيرة في محاربة هذه الظاهرة”.

بصفته نائبًا جديدًا، يدرك النائب فريج أن لديه العديد من الأمور التي عليه أن يتعلّمها ولا زال يبحث عن طريقه في دهاليز الكنيست. إلا أن التحديات كبيرة والمهام عظيمة. إن اللهفة البادية في صوته وكلامه وتجربته المديدة في العمل الجماهيري تؤكّد بأنه سيكون نائبًا نشطًا ولن يهدأ له بال.

أجرت المقابلة: سارة أوساتسكي لزار

Below are share buttons

גליונות אחרונים

לכל הגליונות