אמנות פלסטינית – בין לאומיות לאוניברסליות
Below are share buttons

المقدمة: فن التشكيل الفلسطيني

عدد 06,

جاء اختيار فنّ التشكيل الفلسطينيّ موضوعًا لهذا العدد من “منبر” في فترة تعصف فيها نقاشات حول مكانة الإنسان (المواطن) العربيّ ووجوده في الحيّز العامّ في إسرائيل. هذا العدد الخاصّ بطرح موضوع الإبداع في مجالات الفنّ التشكيليّ، بشتّى اتّجاهاته ومواضيعه وتقنيّاته، لم يأتِ ردًّا على مزاعم البعض في ما يتعلّق بمدى ارتباط المبدع في مجال الفنّ التشكيليّ بمجتمعه (أو عدم ارتباطه)، أو ردًّا على تقوّلات كون الفنّان المبدع جزءًا من شعب له هُويّته القوميّة والحضاريّة المميّزة، بل نحن بصدد استكشاف لمعالم مجهولة في التجربة الخلّاقة التي يخوضها مجموعة من الفنّانين والفنّانات الذين يقومونَ /اللواتي يقُمْنَ بطرح قضايا لها أهمّيّتها في صقل هُويّة فنّيّة مميّزة لكلّ من يؤدّي /تؤدّي اليوم دَورًا في مجال الإبداع الثقافيّ العربيّ في هذه الفترة من الزمن الصعب. هذه الهُويّة الفنّيّة التي نحن بصددها هي التي بدأت تكسر قيود المحلّيّة لتحاول الوصول الى العالميّة، بالرغم من الحصار والتعريفات السياسيّة الضيّقة التي تؤطّر الفنّان العربيّ الذي يعيش في إسرائيل كإسرائيليّ، أو من عرب الـ٤٨، أو فلسطينيّ الداخل… وإلى غير ذلك من التعريفات المهمِّشَة لدور الفنّانين والفنّانات الفلسطينيّين الذين يحملون جنسيّة المواطَنة الإسرائيليّة، وكأنّها تهمة يجب على الفنّان الردّ عليها، أو عليه الدفاع عن نفسه لكونه باقيًا على أرض أجداده.

نرى في هذا العدد عرضًا لأعمال مختلفة تحاول تفكيك المعادلة الصعبة في العمل التشكيليّ الإبداعيّ المعاصر، والتي تدور ما بين مَحاور المادّة والشكل والتقنيّات. إنّها الفكرة التي تستحوذ على هاجس الفنّان المبدع، فيحوّلها إلى عمل، ومن العمل يأتي النقاش الأساس حول النقد الفنّيّ ودَوْره في ممارسة العمل الفنّيّ قلبًا وقالبًا.

في هذا العدد، نجد مجموعة من المقالات التي تتشعّب في مجالات العمل التشكيليّ غير المحدّد في قالب معيّن، فنجد مقالًا موجزًا للدكتور إسماعيل ناشف يحلّل فيه محاولات الفنّان الفلسطينيّ الولوجَ إلى التجريد والوقوف أمام الواقعيّة، مناقشًا ما إذا كان هذان منظورَيْن متناقضَيْن أم وجهين لعملة واحدة.

ثمّ هناك مقال للدكتورة طال بن تسفي حول تجربة الفنّان التشكيليّ الفلسطينيّ في اختراق الحدود المقوقعة له من خلال مشاركته في احتفاليّات “عيد الأعياد”، وحول الدَّوْر الذي يقوم به المكان في صقل هُويّة خاصّة بالفنّان الفلسطينيّ في إسرائيل. “وادي النسناس” على وجه التحديد قد تحوّل إلى حيّز ملائم لعرض هُويّة فنّيّة وقوميّة تؤدّي دورًا في الحيّز الإسرائيليّ العامّ.

أمّا الفنّان أسد عزّي، فإنّه يطرح هاجس الفنّان المبدع حول ارتباط الفنّان التشكيليّ الفلسطينيّ في ما يدور حوله من الناحية السياسيّة والاجتماعيّة، ويرفض فكرة التعريفات المسطّحة لتاريخ الفنّ التشكيليّ الفلسطينيّ، ويعرض علينا فكرة التنوُّع والتجديد في الطرح الذي يمارسه الفنّان الفلسطينيّ بالرغم من القيود والإشكاليّات التي تعارض وجوده وتحدّ من حرّيّته، بل لعلّ هذه القيود وفقدان الوطن القوميّ هي المحفّز للإبداع.

الفنّان والشاعر فريد أبو شقرة يقدّم فكرة السخرية السوداء في الفنّ التشكيليّ الفلسطينيّ، فنرى عبر ذلك كيفيّة تَبَنّي هذه الفكرة واستعمالها من قِبَل مجموعة من الفنّانين الفلسطينيّين كأسلوب مميّز ينبع من الوعي التامّ للحقيقة المُرّة، ومن فهم الواقع المأساويّ الذي يعيشه الفلسطينيّ المبدع الذي ليس لديه سوى فنّه وإبداعه في معايشة هذا الواقع الأليم.

أمّا الفنّانة منار زعبي، فتصوّر لنا ارتباط عملها بمجال الفنّ الأدائيّ ما بين الجسد واللغة؛ إذ تطرح لنا مكوّنات العمل الأدائيّ الفلسطينيّ الذي ينبع من واقع المبدِعة، فهي لا تفصل في أعمالها الفنّيّة المختلفة -وخاصّة تقديمها لفنّ العرض الأدائيّ- بين الواقع والحلم، أو بين الكائن والمتخيّل.

وهذا الطابع في تفكيك الجسد الذكوريّ ودوره في طرح مقولة جديدة، في مجال العمل التشكيليّ، يقدّمه لنا الناقد والكاتب راجي بطحيش، وذلك من خلال تجربة الفنّان رأفت حطّاب.

ولدينا حِواران مع فنّانتين تمارسان تجربة الإبداع، ولكلّ منهما خاصّيّة وأسلوب مميّز؛ فنرى تجربة الفنّانة حنان أبو حسين التي تصارع طواحين الهواء في المجال الجندريّ النسويّ، فتؤكّد لنا أنّ الهاجس أو الكابوس الذي يشغلها في أعمالها الفنّيّة هو موضوع الظلم الذي يُرتكب تجاه المرأة، بما في ذلك التعنيف والقتل.

أمّا الفنّانة أنيسة أشقر، فتطرح تجربة الكتابة على الوجه من منظور الخطّاطة التي لم تُذكَر في المصادر العربيّة، مبتغيةً من خلال تجربتها الفريدة الوصول إلى مكانتها في الفنّ العربيّ والعالميّ، من خلال تجربة الكتابة على الوجه وتقديم الفنّ الأدائيّ والمنشآت.

أمّا بصدد الأمكنة غير المتوافرة لعرض الأعمال التشكيليّة الفنّيّة الفلسطينيّة، ودَوْر السياسات المحلّيّة في تهميش الفنّ الفلسطينيّ، من حيث عدم تقديم أيّ دعم أو مساندة لتطوير مشاريع بناء مؤسّسات تُعنى بصالات عرض للفنون التشكيليّة، فنجد في مقابلة مع الفنّان سعيد أبو شقرة الذي يقدّم لنا طرحه لمشروع الغاليري (صالة العرض في أمّ الفحم) كتجربة خاصّة ومميّزة تحاول الوصول بالفنّ التشكيليّ إلى قاعدة واسعة من المجتمع، سواء أكان ذاك بواسطة المعارض العديدة، أم بواسطة ورشات العمل الفنّيّة التي تفرض وجودها في الحيّز العامّ في مدينة أمّ الفحم كظاهرة مميّزة. كذلك يشرح سعيد عن محاولته الدؤوبة، منذ أكثر من عشرين عامًا، لتأسيس وإقامة المتحف العربيّ الفلسطينيّ الأوّل في إسرائيل. من خلال هذه التجربة، يمكننا فهم إشكاليّة عرض الفنون التشكيليّة الفلسطينيّة في إسرائيل، وإشكاليّة رفض فكرة إقامة متحف لشعب يعيش على أرضه (لا يزال!).

أمّا في مجال نقد الأبحاث التي صدرت حديثًا في مجال فنّ التشكيل الفلسطينيّ، فنجد مقالين في هذا العدد، الأوّل للكاتب مرزوق الحلبي، فيه يقدّم لنا نقدًا لكتاب صدر حديثًا حول الفنّ والنكبة الفلسطينيّة من تأليف الباحثة طال بن تسفي. من خلال هذا النقد يمكننا التعرّف على مجالات البحث الأكاديميّ الإسرائيليّ، وعلى توجّه الباحث من خلال إمكانيّة الربط بين المتحوّلات التاريخيّة والمنتوج الثقافيّ والفنّيّ لشعب لم يعرف، منذ بدايات القرن المنصرم، سوى الهزائم. وهناك أيضًا مقال نقديّ (بقلم حسني الخطيب شحادة) يتناول كتابَ الباحث إسماعيل ناشف حول تجربة الفنّان زهدي قادري في مجال الفنّ التجريديّ، مقارنة بتجربة الفنّانة صوفي حلبي، هذه التجربة التي لها دَوْرها في الربط ما بين الخلفيّة الثقافيّة للفنّان واختياراته لأسلوب فنّيّ يمارسه ليعبّر عمّا يجيش في صدره ليصل بمقولته إلى المتلقّي.

أما يوني مندل وغال كرامارسكي، فقد كتبا قراءة نقدية لكتاب ذاتية الفنان الفلسطيني: ما بين التراث، الثقافة، الحداثة والعولمة. وهو كتاب كتالوجيٌّ ضخم ومشوّق، صدر باللغات العربيّة والعبريّة والإنجليزيّة، وهو من تحرير الفنان فريد أبو شقرة.

في المعتاد، يُطرح فنُّ التشكيل الفلسطينيّ بشكل عام وفن التشكيل الفلسطيني في إسرائيل بشكل خاص باعتباره تجربةً ذات زوايا متعدّدة وإشكاليّات لا تُحصى تَحصر الإبداعَ الفلسطينيّ في منظور مختصر ومحدود بسبب العامل السياسيّ المحدود، بينما نطرح هنا -من خلال هذا العدد من مجلة منبر موضوع الفنّ والإبداع الفلسطينيّ من منطلق اللا-محدوديّة والخروج من التعريفات الضيّقة، تلك التي لا تُفْلح في الإتيان بالتعريف الأمثل والكامل لِما يجري في مجال الفنّ التشكيليّ الفلسطينيّ.

نأمل أن ينال هذا العدد من مجلة منبر اعجابكم ويسرنا تلقي ملاحظاتكم.

د. حسني الخطيب شحادة، محرر العدد

طاقم التحرير: د. ساره أوساتسكي-لزار، د. يوني مندل وحنان سعدي

جاء اختيار فنّ التشكيل الفلسطينيّ موضوعًا لهذا العدد من “منبر” في فترة تعصف فيها نقاشات حول مكانة الإنسان (المواطن) العربيّ ووجوده في الحيّز العامّ في إسرائيل. هذا العدد الخاصّ بطرح موضوع الإبداع في مجالات الفنّ التشكيليّ، بشتّى اتّجاهاته ومواضيعه وتقنيّاته، لم يأتِ ردًّا على مزاعم البعض في ما يتعلّق بمدى ارتباط المبدع في مجال الفنّ التشكيليّ بمجتمعه (أو عدم ارتباطه)، أو ردًّا على تقوّلات كون الفنّان المبدع جزءًا من شعب له هُويّته القوميّة والحضاريّة المميّزة، بل نحن بصدد استكشاف لمعالم مجهولة في التجربة الخلّاقة التي يخوضها مجموعة من الفنّانين والفنّانات الذين يقومونَ /اللواتي يقُمْنَ بطرح قضايا لها أهمّيّتها في صقل هُويّة فنّيّة مميّزة لكلّ من يؤدّي /تؤدّي اليوم دَورًا في مجال الإبداع الثقافيّ العربيّ في هذه الفترة من الزمن الصعب. هذه الهُويّة الفنّيّة التي نحن بصددها هي التي بدأت تكسر قيود المحلّيّة لتحاول الوصول الى العالميّة، بالرغم من الحصار والتعريفات السياسيّة الضيّقة التي تؤطّر الفنّان العربيّ الذي يعيش في إسرائيل كإسرائيليّ، أو من عرب الـ٤٨، أو فلسطينيّ الداخل… وإلى غير ذلك من التعريفات المهمِّشَة لدور الفنّانين والفنّانات الفلسطينيّين الذين يحملون جنسيّة المواطَنة الإسرائيليّة، وكأنّها تهمة يجب على الفنّان الردّ عليها، أو عليه الدفاع عن نفسه لكونه باقيًا على أرض أجداده.

نرى في هذا العدد عرضًا لأعمال مختلفة تحاول تفكيك المعادلة الصعبة في العمل التشكيليّ الإبداعيّ المعاصر، والتي تدور ما بين مَحاور المادّة والشكل والتقنيّات. إنّها الفكرة التي تستحوذ على هاجس الفنّان المبدع، فيحوّلها إلى عمل، ومن العمل يأتي النقاش الأساس حول النقد الفنّيّ ودَوْره في ممارسة العمل الفنّيّ قلبًا وقالبًا.

في هذا العدد، نجد مجموعة من المقالات التي تتشعّب في مجالات العمل التشكيليّ غير المحدّد في قالب معيّن، فنجد مقالًا موجزًا للدكتور إسماعيل ناشف يحلّل فيه محاولات الفنّان الفلسطينيّ الولوجَ إلى التجريد والوقوف أمام الواقعيّة، مناقشًا ما إذا كان هذان منظورَيْن متناقضَيْن أم وجهين لعملة واحدة.

ثمّ هناك مقال للدكتورة طال بن تسفي حول تجربة الفنّان التشكيليّ الفلسطينيّ في اختراق الحدود المقوقعة له من خلال مشاركته في احتفاليّات “عيد الأعياد”، وحول الدَّوْر الذي يقوم به المكان في صقل هُويّة خاصّة بالفنّان الفلسطينيّ في إسرائيل. “وادي النسناس” على وجه التحديد قد تحوّل إلى حيّز ملائم لعرض هُويّة فنّيّة وقوميّة تؤدّي دورًا في الحيّز الإسرائيليّ العامّ.

أمّا الفنّان أسد عزّي، فإنّه يطرح هاجس الفنّان المبدع حول ارتباط الفنّان التشكيليّ الفلسطينيّ في ما يدور حوله من الناحية السياسيّة والاجتماعيّة، ويرفض فكرة التعريفات المسطّحة لتاريخ الفنّ التشكيليّ الفلسطينيّ، ويعرض علينا فكرة التنوُّع والتجديد في الطرح الذي يمارسه الفنّان الفلسطينيّ بالرغم من القيود والإشكاليّات التي تعارض وجوده وتحدّ من حرّيّته، بل لعلّ هذه القيود وفقدان الوطن القوميّ هي المحفّز للإبداع.

الفنّان والشاعر فريد أبو شقرة يقدّم فكرة السخرية السوداء في الفنّ التشكيليّ الفلسطينيّ، فنرى عبر ذلك كيفيّة تَبَنّي هذه الفكرة واستعمالها من قِبَل مجموعة من الفنّانين الفلسطينيّين كأسلوب مميّز ينبع من الوعي التامّ للحقيقة المُرّة، ومن فهم الواقع المأساويّ الذي يعيشه الفلسطينيّ المبدع الذي ليس لديه سوى فنّه وإبداعه في معايشة هذا الواقع الأليم.

أمّا الفنّانة منار زعبي، فتصوّر لنا ارتباط عملها بمجال الفنّ الأدائيّ ما بين الجسد واللغة؛ إذ تطرح لنا مكوّنات العمل الأدائيّ الفلسطينيّ الذي ينبع من واقع المبدِعة، فهي لا تفصل في أعمالها الفنّيّة المختلفة -وخاصّة تقديمها لفنّ العرض الأدائيّ- بين الواقع والحلم، أو بين الكائن والمتخيّل.

وهذا الطابع في تفكيك الجسد الذكوريّ ودوره في طرح مقولة جديدة، في مجال العمل التشكيليّ، يقدّمه لنا الناقد والكاتب راجي بطحيش، وذلك من خلال تجربة الفنّان رأفت حطّاب.

ولدينا حِواران مع فنّانتين تمارسان تجربة الإبداع، ولكلّ منهما خاصّيّة وأسلوب مميّز؛ فنرى تجربة الفنّانة حنان أبو حسين التي تصارع طواحين الهواء في المجال الجندريّ النسويّ، فتؤكّد لنا أنّ الهاجس أو الكابوس الذي يشغلها في أعمالها الفنّيّة هو موضوع الظلم الذي يُرتكب تجاه المرأة، بما في ذلك التعنيف والقتل.

أمّا الفنّانة أنيسة أشقر، فتطرح تجربة الكتابة على الوجه من منظور الخطّاطة التي لم تُذكَر في المصادر العربيّة، مبتغيةً من خلال تجربتها الفريدة الوصول إلى مكانتها في الفنّ العربيّ والعالميّ، من خلال تجربة الكتابة على الوجه وتقديم الفنّ الأدائيّ والمنشآت.

أمّا بصدد الأمكنة غير المتوافرة لعرض الأعمال التشكيليّة الفنّيّة الفلسطينيّة، ودَوْر السياسات المحلّيّة في تهميش الفنّ الفلسطينيّ، من حيث عدم تقديم أيّ دعم أو مساندة لتطوير مشاريع بناء مؤسّسات تُعنى بصالات عرض للفنون التشكيليّة، فنجد في مقابلة مع الفنّان سعيد أبو شقرة الذي يقدّم لنا طرحه لمشروع الغاليري (صالة العرض في أمّ الفحم) كتجربة خاصّة ومميّزة تحاول الوصول بالفنّ التشكيليّ إلى قاعدة واسعة من المجتمع، سواء أكان ذاك بواسطة المعارض العديدة، أم بواسطة ورشات العمل الفنّيّة التي تفرض وجودها في الحيّز العامّ في مدينة أمّ الفحم كظاهرة مميّزة. كذلك يشرح سعيد عن محاولته الدؤوبة، منذ أكثر من عشرين عامًا، لتأسيس وإقامة المتحف العربيّ الفلسطينيّ الأوّل في إسرائيل. من خلال هذه التجربة، يمكننا فهم إشكاليّة عرض الفنون التشكيليّة الفلسطينيّة في إسرائيل، وإشكاليّة رفض فكرة إقامة متحف لشعب يعيش على أرضه (لا يزال!).

أمّا في مجال نقد الأبحاث التي صدرت حديثًا في مجال فنّ التشكيل الفلسطينيّ، فنجد مقالين في هذا العدد، الأوّل للكاتب مرزوق الحلبي، فيه يقدّم لنا نقدًا لكتاب صدر حديثًا حول الفنّ والنكبة الفلسطينيّة من تأليف الباحثة طال بن تسفي. من خلال هذا النقد يمكننا التعرّف على مجالات البحث الأكاديميّ الإسرائيليّ، وعلى توجّه الباحث من خلال إمكانيّة الربط بين المتحوّلات التاريخيّة والمنتوج الثقافيّ والفنّيّ لشعب لم يعرف، منذ بدايات القرن المنصرم، سوى الهزائم. وهناك أيضًا مقال نقديّ (بقلم حسني الخطيب شحادة) يتناول كتابَ الباحث إسماعيل ناشف حول تجربة الفنّان زهدي قادري في مجال الفنّ التجريديّ، مقارنة بتجربة الفنّانة صوفي حلبي، هذه التجربة التي لها دَوْرها في الربط ما بين الخلفيّة الثقافيّة للفنّان واختياراته لأسلوب فنّيّ يمارسه ليعبّر عمّا يجيش في صدره ليصل بمقولته إلى المتلقّي.

أما يوني مندل وغال كرامارسكي، فقد كتبا قراءة نقدية لكتاب ذاتية الفنان الفلسطيني: ما بين التراث، الثقافة، الحداثة والعولمة. وهو كتاب كتالوجيٌّ ضخم ومشوّق، صدر باللغات العربيّة والعبريّة والإنجليزيّة، وهو من تحرير الفنان فريد أبو شقرة.

في المعتاد، يُطرح فنُّ التشكيل الفلسطينيّ بشكل عام وفن التشكيل الفلسطيني في إسرائيل بشكل خاص باعتباره تجربةً ذات زوايا متعدّدة وإشكاليّات لا تُحصى تَحصر الإبداعَ الفلسطينيّ في منظور مختصر ومحدود بسبب العامل السياسيّ المحدود، بينما نطرح هنا -من خلال هذا العدد من مجلة منبر موضوع الفنّ والإبداع الفلسطينيّ من منطلق اللا-محدوديّة والخروج من التعريفات الضيّقة، تلك التي لا تُفْلح في الإتيان بالتعريف الأمثل والكامل لِما يجري في مجال الفنّ التشكيليّ الفلسطينيّ.

نأمل أن ينال هذا العدد من مجلة منبر اعجابكم ويسرنا تلقي ملاحظاتكم.

د. حسني الخطيب شحادة، محرر العدد

طاقم التحرير: د. ساره أوساتسكي-لزار، د. يوني مندل وحنان سعدي

Below are share buttons

גליונות אחרונים

לכל הגליונות