"אזרחים על תנאי"?. אילוסטרציה.
Below are share buttons

تقديم / العدد الرابع

عدد 04,

هل أنَّ 18 بالمائة من مواطني إسرائيل هم “مواطنون مع وقف التنفيذ”؟ ويتردّد هذا السؤال بشدّة في ظلّ التصريحات غير المسبوقة لسياسيّين في إسرائيل، والتي تشمل من بين جملة الأمور “اقتراحات” “الانتقال إلى فلسطين” أو “إلى إحدى الدول العربية الـ22″، وفي ظلّ موجة من التشريعات المستمرة منذ بضع سنين الساعية إلى تضييق الخناق وتقويض حقوقهم وتغليب الطابع اليهودي للدولة على حساب الطابع الديمقراطي.

اجتمعت مجموعة نقاش شارك فيها باحثون من حقول معرفية وبحثية مختلفة في معرض سنة 2013 في معهد فان لير لفحص طبيعة مشاريع القوانين وتلك التي تمّ التصديق عليها وقرارات المحكمة بشأن مواضيع متعلّقة بمكانة السكّان العرب في إسرائيل وتأثير هذه الظاهرة على العلاقات الداخلية بين السكّان العرب وبين دولة إسرائيل. ومن المتوقّع أن تصدر مجموعة مقالات تلخّص نقاشات المجموعة في مطلع سنة 2015. وننشر في العدد الحالي خمسة ملخّصات لمقالات لباحثين شاركوا في مجموعة النقاش والتي تشهد على خطورة موجة التشريع هذه: يحلّل يوسف جبارين، أحد موجّهي المجموعة، مشروع “قانون أساس: إسرائيل – دولة قومية للشعب اليهودي”، ويدّعي أنَّ المبادئ القائمة في أساس هذه المشاريع تضع العثرات أمام تحقيق المساواة الجوهرية للمواطنين العرب في دولة إسرائيل؛ وتفحص تمار هوستوبسكي-برندس العلاقة بين المواطنة و”الولاء” من زاوية قضائية؛ وتقارن يفعات غوتمان بين قوانين الذاكرة في أوروبا وبين الخطاب القائم إسرائيليًا حول “قانون النكبة”؛ ويفحص أساف شبيرا قوانين المواطنة والتجنّس لأقليات غير يهودية مختلفة في المجتمع الإسرائيلي ويتوصّل إلى خلاصة مفادها أنَّ السكّان العرب يحتلّون أسفل السلّم من زاوية قدرتهم على التأثير بشأن مكانتهم؛ ويحلّل دافيد رونين قرارين للمحكمة العليا ويدّعي أنهما تأثّرا من الضغط الجماهيري الذي فُرض على المحكمة.

لقد تركت الحرب الشرسة الأخيرة التي اندلعت في الصيف الأخير – قتل خلالها 74 إسرائيليًا وما يربو على ألفين فلسطينيًا – تأثيرًا بالغًا على الخطاب في الحلبة الإسرائيلية الداخلية. إنَّ المقاومة الطبيعية للمواطنين الفلسطينيّين لنشاطات إسرائيل في القطاع والاحتجاج على الحرب قد أشعلت ردود أفعال بين الغالبية اليهودية التي اعتبرت نفسها ضحية إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية في جنوب البلاد، وأضفت غالبيتها الشرعية على خطوات الحكومة لا بل ودعت كذلك إلى تشديدها. إنَّ الأحداث التي سبقت الحرب، مثل قتل صبيان فلسطينيان في بيتونيا على أيدي جنود حرس الحدود الإسرائيلية، ومقتل ثلاثة صبية يهود على أيدي اشخاص من حماس، وقتل الفتى الفلسطيني في القدس بأيدي شباب يهود، قد أشعلت جميعها النار التي لم تخمد بعد. كما واندلعت الأحداث العنيفة داخل إسرائيل في أعقاب قتل مواطن عربي في ريعان الشباب من كفر كنا على أيدي رجال الشرطة أمام الكاميرات. يتناول كلّ من أسعد غانم وجعفر فرح، شخصيتان بارزتان في المجتمع العربي، هذه الأحداث الأخيرة ويطرحان سبل التغلّب على الغربة والكراهية. يقترح أسعد غانم أنَّ استحداث أنموذج سليم لحياة مشتركة داخل إسرائيل من شأنه أن يفضي إلى حلّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ويدعو إلى استحداث أحيزة مشتركة تقوم على المساواة في أرجاء الدولة، ومراجعة النفس بصورة عميقة في ذات الوقت داخل المجتمع العربي حول تعامله مع آفاته. كما ويدعو جعفر فرح، ناشط بارز في المجتمع المدني، إلى استحداث رؤية اجتماعية سياسية جديدة وخاصة بشأن الشباب العرب الذين يشعرون بخيبة أمل على خلفية الصعاب التي يواجهونها في قبولهم في مؤسّسات التعليم العالي والتشغيل ومراكز القوة الاقتصادية في الدولة.

تركّز روت غابيزون على النقاش القائم حاليًا بشأن “قانون القومية” وتقترح في مقالتها التي كتبت خصّيصًا لهذا العدد تغيير الاتجاه، بحيث أنه بدل طرح الموضوع على طاولة التشريع، يتعيّن وفق تحليلها العمل لاستحداث مواطنة مشتركة ومناقشة الممارسات والإسقاطات – القانونية والعملية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية – للواقع المركّب السائد في دولة إسرائيل حيث يعيش بين ظهرانيها الشعبين سوية.

تتناول المقالة الختامية ردود الفعل اليهودية الرسمية لهذه الموجة العنصرية المقزّزة. تفحص ساره أوستسكي-لزار، محرّرة منبر، خطاب رؤوبين ريفلين الذي ألقاه في يوم إحياء ذكرى مرور 58 سنة على مذبحة كفر قاسم المقام في تشرين الأول الأخير في كفر قاسم. وتظهر في الزاوية الثقافية قصيدة للشاعر المرموق سميح القاسم الذي توفّى في الصيف الأخير، ومقالة شاعرية بعنوان “أنا أحمد” بقلم الشاعر محمد علي طه ردًّا على أغنية “أحمد يحب إسرائيل” للمغنّي الإسرائيلي عمير بنيون، وهي الأغنية التي أثارت جدلاً جماهيريًا عامًا.

ويختتم العدد الحالي، كعادته، بتحديث حول نشاطات معهد فان لير في القدس المتعلّقة بالعلاقات اليهودية العربية.

نأمل أن ينال العدد الرابع الحالي إعجابكم ويسرّنا تلقّي ملاحظاتكم وردود أفعالكم.

هيئة التحرير

ساره أوستسكي-لزار – المحرّرة

حنان سعدي ويونتان مندل- عضوا هيئة التحرير

هل أنَّ 18 بالمائة من مواطني إسرائيل هم “مواطنون مع وقف التنفيذ”؟ ويتردّد هذا السؤال بشدّة في ظلّ التصريحات غير المسبوقة لسياسيّين في إسرائيل، والتي تشمل من بين جملة الأمور “اقتراحات” “الانتقال إلى فلسطين” أو “إلى إحدى الدول العربية الـ22″، وفي ظلّ موجة من التشريعات المستمرة منذ بضع سنين الساعية إلى تضييق الخناق وتقويض حقوقهم وتغليب الطابع اليهودي للدولة على حساب الطابع الديمقراطي.

اجتمعت مجموعة نقاش شارك فيها باحثون من حقول معرفية وبحثية مختلفة في معرض سنة 2013 في معهد فان لير لفحص طبيعة مشاريع القوانين وتلك التي تمّ التصديق عليها وقرارات المحكمة بشأن مواضيع متعلّقة بمكانة السكّان العرب في إسرائيل وتأثير هذه الظاهرة على العلاقات الداخلية بين السكّان العرب وبين دولة إسرائيل. ومن المتوقّع أن تصدر مجموعة مقالات تلخّص نقاشات المجموعة في مطلع سنة 2015. وننشر في العدد الحالي خمسة ملخّصات لمقالات لباحثين شاركوا في مجموعة النقاش والتي تشهد على خطورة موجة التشريع هذه: يحلّل يوسف جبارين، أحد موجّهي المجموعة، مشروع “قانون أساس: إسرائيل – دولة قومية للشعب اليهودي”، ويدّعي أنَّ المبادئ القائمة في أساس هذه المشاريع تضع العثرات أمام تحقيق المساواة الجوهرية للمواطنين العرب في دولة إسرائيل؛ وتفحص تمار هوستوبسكي-برندس العلاقة بين المواطنة و”الولاء” من زاوية قضائية؛ وتقارن يفعات غوتمان بين قوانين الذاكرة في أوروبا وبين الخطاب القائم إسرائيليًا حول “قانون النكبة”؛ ويفحص أساف شبيرا قوانين المواطنة والتجنّس لأقليات غير يهودية مختلفة في المجتمع الإسرائيلي ويتوصّل إلى خلاصة مفادها أنَّ السكّان العرب يحتلّون أسفل السلّم من زاوية قدرتهم على التأثير بشأن مكانتهم؛ ويحلّل دافيد رونين قرارين للمحكمة العليا ويدّعي أنهما تأثّرا من الضغط الجماهيري الذي فُرض على المحكمة.

لقد تركت الحرب الشرسة الأخيرة التي اندلعت في الصيف الأخير – قتل خلالها 74 إسرائيليًا وما يربو على ألفين فلسطينيًا – تأثيرًا بالغًا على الخطاب في الحلبة الإسرائيلية الداخلية. إنَّ المقاومة الطبيعية للمواطنين الفلسطينيّين لنشاطات إسرائيل في القطاع والاحتجاج على الحرب قد أشعلت ردود أفعال بين الغالبية اليهودية التي اعتبرت نفسها ضحية إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية في جنوب البلاد، وأضفت غالبيتها الشرعية على خطوات الحكومة لا بل ودعت كذلك إلى تشديدها. إنَّ الأحداث التي سبقت الحرب، مثل قتل صبيان فلسطينيان في بيتونيا على أيدي جنود حرس الحدود الإسرائيلية، ومقتل ثلاثة صبية يهود على أيدي اشخاص من حماس، وقتل الفتى الفلسطيني في القدس بأيدي شباب يهود، قد أشعلت جميعها النار التي لم تخمد بعد. كما واندلعت الأحداث العنيفة داخل إسرائيل في أعقاب قتل مواطن عربي في ريعان الشباب من كفر كنا على أيدي رجال الشرطة أمام الكاميرات. يتناول كلّ من أسعد غانم وجعفر فرح، شخصيتان بارزتان في المجتمع العربي، هذه الأحداث الأخيرة ويطرحان سبل التغلّب على الغربة والكراهية. يقترح أسعد غانم أنَّ استحداث أنموذج سليم لحياة مشتركة داخل إسرائيل من شأنه أن يفضي إلى حلّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ويدعو إلى استحداث أحيزة مشتركة تقوم على المساواة في أرجاء الدولة، ومراجعة النفس بصورة عميقة في ذات الوقت داخل المجتمع العربي حول تعامله مع آفاته. كما ويدعو جعفر فرح، ناشط بارز في المجتمع المدني، إلى استحداث رؤية اجتماعية سياسية جديدة وخاصة بشأن الشباب العرب الذين يشعرون بخيبة أمل على خلفية الصعاب التي يواجهونها في قبولهم في مؤسّسات التعليم العالي والتشغيل ومراكز القوة الاقتصادية في الدولة.

تركّز روت غابيزون على النقاش القائم حاليًا بشأن “قانون القومية” وتقترح في مقالتها التي كتبت خصّيصًا لهذا العدد تغيير الاتجاه، بحيث أنه بدل طرح الموضوع على طاولة التشريع، يتعيّن وفق تحليلها العمل لاستحداث مواطنة مشتركة ومناقشة الممارسات والإسقاطات – القانونية والعملية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية – للواقع المركّب السائد في دولة إسرائيل حيث يعيش بين ظهرانيها الشعبين سوية.

تتناول المقالة الختامية ردود الفعل اليهودية الرسمية لهذه الموجة العنصرية المقزّزة. تفحص ساره أوستسكي-لزار، محرّرة منبر، خطاب رؤوبين ريفلين الذي ألقاه في يوم إحياء ذكرى مرور 58 سنة على مذبحة كفر قاسم المقام في تشرين الأول الأخير في كفر قاسم. وتظهر في الزاوية الثقافية قصيدة للشاعر المرموق سميح القاسم الذي توفّى في الصيف الأخير، ومقالة شاعرية بعنوان “أنا أحمد” بقلم الشاعر محمد علي طه ردًّا على أغنية “أحمد يحب إسرائيل” للمغنّي الإسرائيلي عمير بنيون، وهي الأغنية التي أثارت جدلاً جماهيريًا عامًا.

ويختتم العدد الحالي، كعادته، بتحديث حول نشاطات معهد فان لير في القدس المتعلّقة بالعلاقات اليهودية العربية.

نأمل أن ينال العدد الرابع الحالي إعجابكم ويسرّنا تلقّي ملاحظاتكم وردود أفعالكم.

هيئة التحرير

ساره أوستسكي-لزار – المحرّرة

حنان سعدي ويونتان مندل- عضوا هيئة التحرير

Below are share buttons

גליונות אחרונים

לכל הגליונות